ترجمة خاصة - شبكة قُدس: كشفت القناة 12 العبرية، نقلاً عن مسؤول أميركي رفيع ومسؤولين إسرائيليين، أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو طلب من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الضغط على مصر لوقف ما وصفه بـ”التعاظم العسكري” في شبه جزيرة سيناء.
وبحسب ما ورد، فقد عرض نتنياهو خلال لقائه في القدس مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو سلسلة من الأنشطة المصرية في سيناء، واعتبرها انتهاكًا جوهريًا لاتفاقية السلام الموقعة بين القاهرة والاحتلال، وهي الاتفاقية التي ترعاها الولايات المتحدة وتشكل الضامن الأساسي لها.
المسؤولون الإسرائيليون قالوا إن مصر أقامت بنى تحتية عسكرية بعضها قد يُستخدم لأغراض هجومية، في مناطق يُسمح فيها وفق الاتفاق إلا بوجود قوات محدودة وبأسلحة خفيفة.
وزعموا أن الجيش المصري مدّد مدارج في قواعد جوية بسيناء بما يسمح باستخدامها من قبل طائرات مقاتلة، كما أشاروا إلى إنشاء منشآت تحت الأرض يُعتقد أنها معدّة لتخزين صواريخ، رغم عدم وجود أدلة على أن صواريخ أُدخلت فعلاً إليها. وأضافوا أن القاهرة لم تقدّم أي توضيح مقنع حول الغرض من هذه المنشآت رغم الطلبات الدبلوماسية المتكررة، مؤكدين أن حجم القوات المصرية المنتشرة في سيناء يفوق بكثير ما اتفق عليه الطرفان خلال العام الماضي.
مسؤول إسرائيلي أوضح أن حكومة الاحتلال قررت اللجوء إلى تدخل إدارة ترامب بعد فشل المحادثات المباشرة مع القاهرة. مسؤول آخر اعتبر أن ما يفعله المصريون في سيناء “خطير للغاية ومثير للقلق”، لافتًا إلى أن مراقبة قوة المراقبين متعددي الجنسيات تقلصت بشكل كبير، ما يحد من قدرتها على متابعة التطورات. في المقابل، نفى مسؤول مصري صحة الادعاءات الإسرائيلية، مؤكداً أن واشنطن لم تطرح هذه المسألة مع القاهرة في الآونة الأخيرة.
اتفاقية السلام بين مصر و”إسرائيل” تنص على تقسيم سيناء إلى ثلاثة مناطق (A، B، C)، لكل منها قيود عسكرية مختلفة. المنطقة A قرب قناة السويس تسمح بانتشار فرقة عسكرية مصرية كاملة، فيما تقتصر المنطقة B على قوات حرس الحدود المصرية بأسلحة خفيفة، بينما تُعد المنطقة C المتاخمة لـ”إسرائيل” وقطاع غزة منزوعة السلاح بالكامل، ويسمح فيها فقط بوجود شرطة مصرية بأسلحة خفيفة.
التوتر بين القاهرة والاحتلال يزداد منذ تولي نتنياهو رئاسة الحكومة نهاية عام 2022، إذ لم تُعقد أي لقاءات علنية بينه وبين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي منذ ثلاث سنوات، ولم يُسجّل أي اتصال هاتفي بينهما منذ يونيو/حزيران 2023.
كما تتنامى المخاوف المصرية من أن تسعى حكومة نتنياهو إلى دفع الفلسطينيين في غزة نحو سيناء، وهو ما اعتبرته القاهرة تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي. وقد عززت مصر قواتها على الحدود مع غزة، محذرة من أن تدفق اللاجئين الفلسطينيين سيُعدّ خطًا أحمر.
في أعقاب الهجوم الإسرائيلي الأخير في قطر، وجّه السيسي خطابًا مباشرًا للجمهور الإسرائيلي من الدوحة، محذرًا من أن سياسات حكومة نتنياهو تهدد اتفاقية السلام وتعرقل فرص التطبيع الإقليمي. كما أثارت تصريحات مصرية عن إمكانية تشكيل قوة عسكرية عربية مشتركة ردًا على ذلك الهجوم مخاوف إضافية داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، وهو ما يعكس تعقيد المشهد الإقليمي وتزايد هشاشة التفاهمات بين الجانبين.